Ziggurat of Ur

التراث والثقافة

المقدمة

Kufa Mosque

يتمتع العراق بتراثٍ يعد واحداً من أعظم الكنوز الثقافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فهو بمثابة خريطة للحضارات القديمة، من الحضارة السومرية إلى الأكدية إلى البابلية إلى الآشورية. وقد خلفت هذه الحضارات أثراً واضحاً في الثقافة والهوية العراقيتين.

لكن للأسف، أصبح الحفاظ على التراث العراقي يشكل تحدياً كبيرًا في الآونة الأخيرة. فقد تسببت الحروب والنزاعات والاضطرابات والقلاقل السياسية والاقتصادية وغياب الدعم الحكومي والمالي في تدمير المواقع التاريخية والإتجار غير المشروع بالقطع الأثرية التي لا تقدر بثمن. بداية من حرب الخليج الثانية في عام 1990 إلى غزو العراق في عام 2003 إلى بزوغ نجم تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014، كل تلك العوامل مجتمعةً أدت إلى إحداث أضرار جسيمة بالمواقع التراثية وسرقة التحف الأثرية القيمة.

The shrine of Imam Hussein  in Karbala

وعلى الرغم من كل هذه التحديات، يتزايد الالتزام بحماية التراث الثقافي العراقي وإعادة إحيائه. وكان للمبادرات المحلية والشراكات الدولية والدعم الحكومي دوراً في حماية هذه القطع التاريخية الثمينة. فقد استعاد المتحف الوطني العراقي في بغداد بريقه بعد ترميمه بشكل جميل، ويُعد الآن بوابةً للتراث العراقي، بعد أن كان يوماً رمزاً لعمليات السلب الأثرية ومآسي العراق في التاريخ الحديث. واليوم أصبح مثالاً على تصميم العراق على حماية تراثه ورمزاً للأمل. 

Shanasheel al Basra

بالإضافة إلى ذلك، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) عدة مواقع عراقية ضمن قائمة التراث العالمي، بما في ذلك آشور (قلعة الشرقاط) ومدينة سامراء وقلعة أربيل وبابل، وكثير من المواقع الأخرى. ويشارك المواطنون العراقيون بفعاليةٍ أيضاً في إنقاذ تراثهم، من خلال العمل سوياً على حماية المواقع والتقاليد مدفوعين بفخرهم بثقافتهم ورغبتهم في الحفاظ عليها من أجل الأجيال القادمة.

 

وفي حين لا تزال توجد بعض التحديات، مثل المشاكل الأمنية ومحدودية الموارد، إلا أن الشعب العراقي عازم على حماية تراث بلاده. ويجب على العالم كله أن يشارك أيضاً في هذه العملية؛ لأن التراث العراقي لا يخص العراقيين وحدهم، بل هو جزء من التاريخ الإنساني. يمكننا معاً ضمان أن تواصل تلك الكنوز إلهام وتنوير الناس في كافة أرجاء العالم لزمنٍ طويل.

المقالات

OURAQ newsletter – stay tuned!