المعرفة السياسية 

تتمتع جمهورية العراق، بما فيها إقليم كردستان العراق، بتاريخ ثري وعريق من الإبداعات والتحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. لذا فإن وصف العراق - أو بلاد الرافدين قديماً - بأنه "مهد الحضارات" لا يأتي من فراغ. فقد عاشت حضارات وإمبراطوريات، مثل الحضارة السومرية والإمبراطورية الأكدية وحضارة آشور، في المنطقة بالفعل خلال الألفية السادسة «قبل الميلاد»، قبل حتى تأسيس أولى المدن. 

خلال هذه الفترة، شهدت بلاد الرافدين تقدمًا علميًا واجتماعيًا وسياسيًا كبيرًا للغاية لا يزال يتمتع بأهمية وحضور بالغ إلى اليوم. على سبيل المثال لا الحصر: وضع أقدم قوانين مكتشفة إلى الآن وهي قانون أورنمو وقانون حمورابي، ونشأة التقويم وتأسيس علم الفلك البابلي، وهو أول نظام فلكي متكامل. وسوف يستكشف هذا القسم تلك الإنجازات الاجتماعية والتكنولوجية وتأثيرها على التشكيلات الاجتماعية والسياسية في المنطقة. وسوف نبدأ بدراسة السياسة العامة ومؤسساتها وأعرافها وأحزابها الحاكمة، كل على حدة، وكذلك النظام الإداري والدستوري العام، يلي ذلك عقد مقارنات بين أنظمة الحكم.

وسوف نستعرض أيضاً الأعراف الاجتماعية والثقافية للأنظمة الديمقراطية في المنطقة وبداية انتشار مبادئ حقوق الإنسان، وهي ليست تلك الحقوق العالمية النظامية التي أُقرت رسمياً في عام 1948 فحسب، بل تلك التي شكلت الإنسانية على مدار آلاف السنين، مثلما أثبتت اسطوانة قورش، التي تمتد جذورها إلى العصور البابلية القديمة. وسيثير هذا القسم أيضاً مسألة حقوق الإنسان حتى اللحظة الراهنة، من خلال تناول موضوعات مثل حرية الصحافة وإمكانية الحصول على المياه النظيفة وحقوق الطفل.

وسوف يتطرق أيضاً إلى أداء الجمهورية العراقية على الساحة العالمية ومدى مشاركتها في المنظمات الدولية وكذلك أنشطتها المتعلقة بالتكتلات والتحالفات الاستراتيجية. أخيراً، ولوضع كل ما سبق ضمن السياق العام، فقد خصصنا قسم فرعي ختامي للإنجازات والتحديات السياسية الأخيرة، مع طرح تساؤلات عمّا يخبئه المستقبل للعراق.