يواجه العراق، شأنه شأن بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عدداً كبيراً من التحديات الناجمة عن تغيُّر المناخ. وتتضمن تلك التحديات موجات الحر الممتدة لفترات طويلة وانخفاض معدل هطول الأمطار ونقص كبير في مساحة الأراضي الصالحة للزراعة وتزايد ملوحة التربة وهبوط مناسيب المياه في أنهاره العابرة للحدود وزيادة العواصف الترابية الشديدة.
لا تؤثر هذه الضغوطات المناخية بالتساوي على كل أنحاء العراق، حيث تمتلك التغيرات المناخية جغرافيا محددة. إذ من المتوقع أن تتضرر المناطق الجنوبية من البلاد، مثل محافظة البصرة، أكثر من غيرها بفعل تغيُّر المناخ. فقد أدى الانخفاض المستمر في مستويات النهرين الرئيسيين في العراق، دجلة والفرات، الذي تفاقم في الآونة الأخيرة بسبب موجات الجفاف التاريخية، إلى تقلص مساحة الأهوار في جنوب العراق. ومع تراجع منسوب المياه في نهري دجلة والفرات، فإن أكثر من نصف مساحة الأراضي الزراعية التي كانت تعتمد على مياه النهرين باتت الآن معرضة للتلف بسبب ازدياد ملوحة التربة. إلى جانب ذلك، يؤثر التصحر حالياً على 39% من أراضي العراق، مع تضرر محافظات المثنى والديوانية وذي قار أكثر من باقي المناطق.