زيارة البابا فرانسيس إلى العراق (٢٠٢١)
كان البابا فرانسيس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، أول بابا يزور العراق. خلال رحلة حج استمرت أربعة أيام من 5 إلى 8 مارس 2021، سافر إلى بغداد والنجف وأور والموصل وقره قوش وأربيل. جاءت زيارة العراق في أعقاب توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" من قبل البابا فرانسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب في دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2019. خلال زيارته للعراق، سلط البابا فرانسيس الضوء على الأهمية التاريخية والسياقية للعهد الإبراهيمي مع استكشاف القواسم المشتركة والاختلافات المحتملة بين الديانات التوحيدية.
تاريخيًا، يتمتع العراق بتاريخ مسيحي آرامي أو سرياني فريد من نوعه، مع أقليات أرمنية وقبطية وبروتستانتية إضافية. منذ عام 2003، تعرض المسيحيون العراقيون لتهديدات مستمرة من قبل الجماعات الإرهابية. بعد الاستقبال الرسمي من قبل الرئيس السابق برهم صالح، زار البابا كاتدرائية سيدة النجاة. في عام 2010، تعرض 48 كاثوليكيًا سريانيًا للاعتداء من قبل مجموعة من ستة جهاديين من تنظيم القاعدة أثناء قداس في الكنيسة. زار كنيسة الروح القدس والطاهرة في نينوى، اللتين تعرضتا للقصف خلال احتلال داعش في عامي 2014 و2017 وتحدث عن السلام.
بالنسبة للعديد من العراقيين، كان اللقاء بين البابا فرانسيس وآية الله العظمى السيستاني هو الجزء الأكثر أهمية من زيارته. السيستاني، وهو زعيم شيعي محترم، يحظى بإعجاب واسع النطاق عبر الطوائف الدينية لدفاعه عن حقوق السنة والشيعة والمسيحيين. بعد اجتماعهما، سافر البابا فرانسيس إلى مدينة أور القديمة، التي يُعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم، وهو شخصية مشتركة في اليهودية والمسيحية والإسلام. هناك، قاد صلاة من أجل السلام، مؤكدًا أن الدين الحقيقي يرفض العنف ويعزز الوحدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
كما قادته رحلة الحج العراقية إلى الموصل، وهي المدينة التي عاش فيها غالبية المسيحيين العراقيين، أو عاشوا فيها قبل احتلال داعش. وصلى البابا في حوش البيعة (ساحة الكنيسة)، الذي يضم أنقاض أربع كنائس دمرها تنظيم داعش. ودمر التنظيم المتطرف أكثر من 30 كنيسة في الموصل وحولها. ووعد البابا بدعم إعادة إعمار الموصل وقال: "مهما كانت تقاليدنا الدينية، فلنعيش في وئام وسلام، مدركين أننا في نظر الله جميعًا إخوة وأخوات". واختتم البابا فرنسيس رحلته بإقامة قداس في ملعب فرانسوا حريري في أربيل بحضور ما يقرب من 20 ألف مؤمن.
تزامنت زيارة البابا مع الذكرى المئوية لتأسيس العراق. وكان تلبية لدعوة من حكومة العراق والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق. واستقبلت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية 1000 صحفي من مختلف أنحاء العالم لتغطية الزيارة. وفي أعقاب زيارة البابا، أعلن رئيس الوزراء الأسبق مصطفى الكاظمي يوم اللقاء بين البابا فرنسيس وآية الله العظمى علي السيستاني، وهو السادس من آذار، يوما وطنيا للتعايش والتسامح في العراق.
هذا المحتوى مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي CC BY-NC 4.0.