التعايش

كنائس البصرة - إرث خالد رغم التحديات

Khatawat Organization
رغم تراجع عدد المسيحيين في العقود الأخيرة بسبب الحروب والصراعات، ما زالت المسيحية تشكل جزءًا أساسيًا من النسيج المجتمعي لمحافظة البصرة. تعرّف على أبرز الكنائس التي تضمها هذه المدينة التاريخية.
Christians in Basra

تعد محافظة البصرة رمزًا للتنوع المجتمعي والديني منذ العصور القديمة، حيث كانت موطنًا يحتضن اليهود والمسيحيين والمسلمين والصابئة في إطار من الاحترام والتعايش السلمي. وقد ساهم موقعها الجغرافي الاستراتيجي وموانئها المطلة على الخليج العربي في جعل البصرة مركزًا للانفتاح على مختلف القوميات والديانات. ورغم تراجع عدد المسيحيين في العقود الأخيرة بسبب الحروب والصراعات ، ما زالت المسيحية تشكل جزءًا أساسيًا من النسيج المجتمعي للمحافظة، حيث بلغ عدد المسيحيين أكثر من 6000 عائلة في الثمانينيات، وهم يتركزون في مناطق عدة مثل "الجنينة" و"الباشا".

في هذا المقال، سنستعرض أبرز الكنائس في محافظة البصرة:

١. كنيسة القلب الأقدس: تقع في محلة الكزارة بالعشار، وتم بناؤها عام 1913 وما زالت تستقبل الزائرين حتى اليوم.

٢. كنيسة الشعيبة : شيدها البريطانيون خلال الاحتلال البريطاني الأول بعد الحرب العالمية الأولى، وهي جزء من المباني التي أقامتها القوات البريطانية في قاعدتها العسكرية المحاذية للحقول النفطية.
٣. كنيسة مار كوركيس : تقع في منطقة كوت الحجاج وشيدت عام 1978.
٤. كنيسة السيدة مريم العذراء للأرمن الأرثوذكس : تقع في محلة الباشا بالبصرة، وتعرف بمحلة الأرمن. تأسست عام 1736 وتم تجديدها عدة مرات. يعود تاريخ ناقوسها إلى عام 1907.
٥. كنيسة مار بيوس للكلدان الكاثوليك: تقع في منطقة "الجمهورية"، وهي منطقة شعبية، تأسست عام 1954 على يد المطران يوسف كوكي وما زال الشارع يسمى "شارع الكنيسة".
٦. كنيسة المشرق : شيدت عام 1951 في منطقة الجمهورية، وتعرضت للتجاوز على أرضها وحرمتها بعد عام 2003.
٧. كنيسة السريان الكاثوليك : تنتمي إليها عائلة "حنا الشيخ"، التي ساهمت في بناء الإعدادية المركزية في منطقة العشار، حيث يعرف السوق حاليًا باسم "سوق حنا الشيخ".

من بين الكنائس التي أعيد إحياؤها بعد حرب عام 2003، تبرز كنيسة السبتيين، التي تأسست عام 1966 في شارع تموز بالقرب من غرفة تجارة البصرة. بعد نكسة عام 1967، اتُهمت الكنيسة بالتخابر مع الإسرائيليين، وفي عام 1969 أُعدم 16 شخصًا بتهمة التجسس. بعد إغلاقها لأكثر من 50 عامًا بسبب النظام السابق، أعيد ترميم الكنيسة وتأهيلها بواسطة منظمة "درر العراق للتنمية البشرية" وبمساهمة 35 متطوعًا. تم إزالة الطابوق عن 11 شباكًا بارتفاع 3 أمتار، وفتحت الأبواب التي كانت مغلقة خلف الطابوق لسنوات عديدة، وعادت الأجراس لترن مرة أخرى عام 2023. حاليًا، يبلغ عدد الأسر المسيحية في البصرة 350 عائلة من مختلف الكنائس، ويعملون في وظائف مختلفة في القطاعات الحكومية والخاصة مثل النفط والغاز والبتروكيماويات والتعليم والقطاع المصرفي.

المؤلفة : هدى الأسدي  (منظمة خطوات للتنمية المستدامة و التطوير الاقتصادي)

هذا المحتوى مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي  CC BY-NC 4.0.

آب/أغسطس 12, 2024

Other Articles